الخميس، 16 ديسمبر 2010

مع الموسيقى

الموسيقى واحدة من أعظم عطايا الله
إنها أحد أهم قواعد الفكر الفني
وهي تعبيرعن الأشياء التي لايمكن أن تقال
ولا يمكن إلا أن نبوح بها

الموسيقى هي قمة التجريد في الفن
فهي وإن كانت لا تثير في السامع معان محددة
إلا أنها تحمل إليه من المعاني ما تعجزعنه الكلمات
فحينما نستمع إلى الموسيقى ندرك بالسليقة ما ترمي إليه
ونعرف أحيانا ما تعنيه بالضبط
فالتعبيرالموسيقي ينساب في وجداننا ويوحي لمضمونه
ويزداد الفهم مع تكرار الإستماع وكثيرا ما تحفزنا على إعادة توظيفها
أوترديد معانينا الخاصة لتلائم هذه الموسيقى
وهذا هو سر عظمة الموسيقى حيث تكون قد حققت أغراضها

الموسيقى هي طريقة أخرى للتفكير
وربما كان التفكير أحيانا هو نوع آخر من الموسيقى

الموسيقى تعيد ترديد أفكار وإلهامات الناس والزمان
وهي تعبرعن أفراح الأمم وأحزانها وأحلامها وتطلعاتها
وهي ركن أساسي في تكوين ثقافة الشعوب وحضارتها
ونحن نستطيع أن نقرأ تاريخ الشعوب في أغانيهم
والأغاني عبارة عن كلمات وألحان مناسبة ترحل في الزمان
والمكان .. في التاريخ والجغرافيا
في الأغاني كثيرا ما يجد الضعفاء سلاحا يحاربون به ضعفهم ويأسهم
وكم من الأغنيات الجميلة ولدت وراء القضبان
ولم يستطع القهر أن يمنع تلك الأغنيات الجميلة بالرغم من تلك القضبان
من التحليق في الأجواء
للوصول إلى قلوب الأحرار وعقولهم؟

ربما كانت الموسيقى أكثر الفنون دلالة على المستوى الثقافي
أو الحضاري عند شعب ما أو مجتمع معين
لأنها تعبير صادق صادرعن هذا المجتمع
فهي تحمل إلينا من المعاني ما تعجز عنه الكلمات

الموسيقى مقياس للحضارة ، بسبب قدرتها على التأثير في المشاعر
وتهدئة الإ نفعالات ، وهي جسر بين مختلف الفنون
ومن ثم فهي بدورها جسر بين مختلف الشعوب

وسرعان ما يختفي الشر من المكان الذي توجد فيه الموسيقى
فهي ملجأ للنفوس التي هجرتها السعادة
إنها تختزل العواطف وتكثفها .. وتزيل غبار الحياة اليومية عن النفس
وبدون الموسيقى تبدو الحياة كأنها رحلة في الصحراء
أو كما يقول "نيتشه":
إن الحياة بدون الموسيقى ستكون إثما

الموسيـقى هـي الحـب وهـو يبـحث عـن الكلمـات
وهي اللغة الوحيدة التي لا تحتوي على مفردات نابية
،أو التي لا تستطيع بها أن تتلفظ بالبذاءات

طاغور يقول :
" يحدثني الكون بألوانه .. وأجيبه بالموسيقى"
أما "كونفوشيوس" فيقول
"تخلق الموسيقى نوعا من البهجة لا تملك إلا الاستسلام إليها "
وأستطيع أن أستكمل ذلك بقولي:
"فهي تتسلل إليك و تبحث عن ركن هاديء في نفسك تحتلّه ،
ثم تأخذ بالتمدد في ذلك الركن في محاولة دؤوبة لتوسيعه
فلا تملك إلا المزيد من الاستسلام "

وإذا كانت القبلة عند المحبين مصدرا من مصادر المتعة عن طريق الشفاه
فكذلك هي الموسيقى .. عن طريق الأذن
فهنيـــئا للمستمعيــن !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق