الموسيقى واحدة من أعظم عطايا الله
إنها أحد أهم قواعد الفكر الفني
وهي تعبيرعن الأشياء التي لايمكن أن تقال
ولا يمكن إلا أن نبوح بها
الموسيقى هي قمة التجريد في الفن
فهي وإن كانت لا تثير في السامع معان محددة
إلا أنها تحمل إليه من المعاني ما تعجزعنه الكلمات
فحينما نستمع إلى الموسيقى ندرك بالسليقة ما ترمي إليه
ونعرف أحيانا ما تعنيه بالضبط
فالتعبيرالموسيقي ينساب في وجداننا ويوحي لمضمونه
ويزداد الفهم مع تكرار الإستماع وكثيرا ما تحفزنا على إعادة توظيفها
أوترديد معانينا الخاصة لتلائم هذه الموسيقى
وهذا هو سر عظمة الموسيقى حيث تكون قد حققت أغراضها
الموسيقى هي طريقة أخرى للتفكير
وربما كان التفكير أحيانا هو نوع آخر من الموسيقى
الموسيقى تعيد ترديد أفكار وإلهامات الناس والزمان
وهي تعبرعن أفراح الأمم وأحزانها وأحلامها وتطلعاتها
وهي ركن أساسي في تكوين ثقافة الشعوب وحضارتها
ونحن نستطيع أن نقرأ تاريخ الشعوب في أغانيهم
والأغاني عبارة عن كلمات وألحان مناسبة ترحل في الزمان
والمكان .. في التاريخ والجغرافيا
في الأغاني كثيرا ما يجد الضعفاء سلاحا يحاربون به ضعفهم ويأسهم
وكم من الأغنيات الجميلة ولدت وراء القضبان
ولم يستطع القهر أن يمنع تلك الأغنيات الجميلة بالرغم من تلك القضبان
من التحليق في الأجواء
للوصول إلى قلوب الأحرار وعقولهم؟
ربما كانت الموسيقى أكثر الفنون دلالة على المستوى الثقافي
أو الحضاري عند شعب ما أو مجتمع معين
لأنها تعبير صادق صادرعن هذا المجتمع
فهي تحمل إلينا من المعاني ما تعجز عنه الكلمات
الموسيقى مقياس للحضارة ، بسبب قدرتها على التأثير في المشاعر
وتهدئة الإ نفعالات ، وهي جسر بين مختلف الفنون
ومن ثم فهي بدورها جسر بين مختلف الشعوب
وسرعان ما يختفي الشر من المكان الذي توجد فيه الموسيقى
فهي ملجأ للنفوس التي هجرتها السعادة
إنها تختزل العواطف وتكثفها .. وتزيل غبار الحياة اليومية عن النفس
وبدون الموسيقى تبدو الحياة كأنها رحلة في الصحراء
أو كما يقول "نيتشه":
إن الحياة بدون الموسيقى ستكون إثما
الموسيـقى هـي الحـب وهـو يبـحث عـن الكلمـات
وهي اللغة الوحيدة التي لا تحتوي على مفردات نابية
،أو التي لا تستطيع بها أن تتلفظ بالبذاءات
طاغور يقول :
" يحدثني الكون بألوانه .. وأجيبه بالموسيقى"
أما "كونفوشيوس" فيقول
"تخلق الموسيقى نوعا من البهجة لا تملك إلا الاستسلام إليها "
وأستطيع أن أستكمل ذلك بقولي:
"فهي تتسلل إليك و تبحث عن ركن هاديء في نفسك تحتلّه ،
ثم تأخذ بالتمدد في ذلك الركن في محاولة دؤوبة لتوسيعه
فلا تملك إلا المزيد من الاستسلام "
وإذا كانت القبلة عند المحبين مصدرا من مصادر المتعة عن طريق الشفاه
فكذلك هي الموسيقى .. عن طريق الأذن
فهنيـــئا للمستمعيــن !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق